الاتحاد – أبي شقير
يُعقد غداً (الأحد) اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائي لاتحاد كرة القدم في قاعة الاجتماعات بمقر الاتحاد في مدينة الفيحاء الرياضية، وذلك في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً. يُعَد هذا الاجتماع نقطة فارقة في مسيرة كرة القدم في البلاد، حيث سيتناول جدول الأعمال بنوداً هامة تتعلق بتعديل بعض فقرات النظام الأساسي للاتحاد. من بينها، سيكون هناك إجراء مُثير للجدل يتمثل في إلغاء شرط الشهادة العلمية لمرشح رئيس الاتحاد.
هذا التعديل يُعدّ محوراً لجدل واسع بين مختلف كوادر اللعبة، حيث ينقسم خبراء اللعبة و المراقبون والمختصون في هذا المجال إلى مؤيدين ومعارضين. ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن إلغاء هذا الشرط يُسهم في إتاحة الفرصة أمام مجموعة أكبر من المرشحين لشغل المناصب القيادية، يعتبر آخرون أن هذا التوجه يُمثل خطوة نحو التأثير على مستوى الكفاءة والأداء في إدارة الاتحاد.
إيجابيات إلغاء شرط الشهادة العلمية
هناك من يرى أن إلغاء شرط الشهادة العلمية قد يُسهم في تنويع الخيارات المتاحة للناخبين. فقد يعكس ذلك فرصة لظهور قادة جدد من خلفيات متنوعة، قد يُقدمون رؤى وأفكاراً جديدة تُحسن من أداء الاتحاد. فالرغبة في القيادة والتغيير لا تقتصر فقط على من يحملون شهادات أكاديمية، بل يمكن أن يتوفر أيضاً لدى أفراد يتمتعون بخبرة عملية واسعة ومعرفة عميقة بمجال كرة القدم، سواء من خلال الممارسة كلاعبين سابقين أو إداريين بخبرات طويلة في هذا المجال.
سلبيات إلغاء شرط الشهادة العلمية
في المقابل، يُعبر المعارضون لهذا التعديل عن قلقهم من أن السماح بالتخلي عن شرط الشهادة قد يؤدي إلى تولي من لا يمتلكون الكفاءات اللازمة لتولي مناصب قيادية في الاتحاد. إذ يعتقد هؤلاء أن القيادة الناجحة تتطلب مستوى معيناً من التعليم والفهم العميق للقوانين والممارسات الرياضية. وبالتالي، فإن وصول شخص إلى كرسي الرئاسة دون امتلاكه المقومات المطلوبة قد يشكل خطرًا على مستقبل كرة القدم في البلاد ويُحد من الإمكانيات التطويرية التي تحتاجها اللعبة.
آثار الاجتماع على مستقبل اللعبة
إن هذا الاجتماع الاستثنائي وما سيتخذه من قرارات من شأنه أن يرسم ملامح مستقبل كرة القدم في البلاد. فإذا تمت الموافقة على إلغاء شرط الشهادة العلمية، فإن ذلك قد يُعزز من فرص التغيير في إدارات الأندية والاتحاد، ولكنه قد يُثير أيضًا تساؤلات حول كيفية قياس الكفاءة والجدارة في عالم يتطلب الاحترافية والالتزام.
وعلى ضوء هذه التطورات، يُعَد الاجتماع فرصة لجميع الأطراف المعنية للتعبير عن آرائهم ومخاوفهم، ويجب أن يتجاوز النقاش الآراء الفردية لتحقيق رؤية جماعية تسهم في تطوير اللعبة وتُحقق مصالح الجميع، ليظل السؤال الأهم: هل سيؤدي هذا التعديل إلى تحسين أداء اتحاد كرة القدم وتطوير اللعبة، أم أنه سيفتح المجال أمام تحديات جديدة قد تُعقّد الوضع القائم؟ يتطلع الجميع إلى نتائج هذا الاجتماع، آملين أن تُسهم القرارات المتخذة فيه في تحقيق التقدم والازدهار لكرة القدم في البلاد.
تغييرات مرتقبة
خلال الجمعية العمومية الاستثنائية سيتم التصويت على جملة من المقترحات والتعديلات على النظام الأساسي للاتحاد، وذلك تمهيدًا لإنهاء حالة الفراغ الإداري التي يعاني منها الاتحاد منذ شهر كانون الثاني الماضي، وإجراء انتخابات مجلس إدارة جديد في شهر تشرين الثاني المقبل.
وسيتم التصويت على رفع عدد أعضاء الجمعية العمومية من 64 إلى 70 مندوبًا يحق لهم التصويت، وسيكونون موزعين على النحو التالي:
28 عضوًا يمثلون أندية الدرجة الممتازة حسب آخر موسم مكتمل، بمعدل عضوين لكل ناد.
12 عضوًا يمثلون أفضل 12 ناديًا من أندية الدرجة الأولى، بحسب آخر موسم مكتمل.
8 أعضاء يمثلون أفضل ثمانية أندية لآخر موسم مكتمل في دوري الدرجة الثانية.
3 مندوبين يمثلون أندية الدرجة الأولى للسيدات.
مندوب واحد يمثل بطل دوري كرة الصالات.
مندوب واحد يمثل بطل دوري الكرة الشاطئية.
14 مندوبًا يمثلون اللجان الفنية لكرة القدم في المحافظات.
3 مندوبين يمثلون لجان الحكام والمدربين واللاعبين.
تعديلات مثيرة للجدل
الجمعية الاستثنائية للاتحاد، والتي دعت للاجتماع بناء على مقترح من عدد من الأندية، بحسب التعميم الذي نشر على صفحة اتحاد الكرة في فيسبوك، ستقوم بالتصويت على تعديل عدد من البنود المتعلقة بالنظام الأساسي، وتحديدًا فيما يتعلق بالانتخابات والشروط الواجب توفرها في المرشحين، إضافة إلى التصويت على نظام الانتخابات، بحيث يتم اعتماد نظام القوائم، وليس الانتخاب الفردي للأعضاء وللرئيس ونائبه.
ومن بين المقترحات الرئيسية، تخفيض عدد أعضاء مجلس الإدارة من 11 إلى 9، من ضمنهم الرئيس ونائب الرئيس، كما تم وضع مقترح لإلغاء شرط الشهادة العلمية بالنسبة للمرشحين والاكتفاء بالخبرة الكروية، سواء في ممارسة العمل الإداري الرياضي لعدد من السنوات أو من خلال اللعب للمنتخبات السورية خلال العقدين الأخيرين.
إلغاء هبوط جبلة والشرطة
من بين الأمور المدرجة على جدول أعمال الجمعية العمومية الاستثنائية التصويت على إلغاء الهبوط من دوري الدرجة الممتازة للموسم المنصرم، والذي أقيم في ظروف استثنائية، وذلك بعد أن تقدم ناديا جبلة والشرطة اللذين احتلا المركزين 11 و12 على لائحة الترتيب بطلب للسماح لهما بالبقاء في دوري الدرجة الممتازة.
وفي حال تم التصويت على بقاء الناديين، فإن ذلك سيعني ارتفاع عدد أندية الدرجة الممتازة في الموسم 2025 – 2026 من 12 ناديًا إلى 16 نادياً ، وذلك بعد صعود كل من الحرية والمجد من دوري الدرجة الأولى، وضم بطلي دوري الشمال أمية وخان شيخون إلى الدرجة الممتازة أيضاً ، وهو ما يعتقد المراقبون أنه رقم كبير سيثقل كاهل الأندية مادياً من جهة، وسيضيف أعباء تنظيمية ولوجستية على الاتحاد الجديدجهة أخرى.
سجال وصراع في الكواليس
كان البعض قد بدأوا التواصل بشكل مباشر مع الخبرات الرياضية لتشكيل القوائم الانتخابية، حتى قبل التصويت وانعقاد الجمعية العمومية. وقد طفت على السطح، وبشكل علني، الخلافات القائمة بين اللجنة الاستشارية، التي تشرف على تسيير أمور اللعبة في سوريا منذ كانون الثاني الماضي من جهة ومسؤول النزاهة والامتثال د.فراس المصطفى، من جهة أخرى، والذي لوّح في أكثر من مناسبة بـ”عصا الاتحاد الدولي لكرة القدم”، بسبب بعض التجاوزات التي تجري لتغيير القوانين والمعايير الانتخابية وغيرها، وذلك بهدف وصول أسماء محددة إلى سدة الحكم تحت قبة الفيحاء، على حد تعبيره.
وناشد المصطفى، الذي يرأس أيضاً لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد، أعضاء الجمعية العمومية عبر صفحته الشخصية، بإحكام ضمائرهم أثناء التصويت من أجل الوصول بكرة القدم السورية إلى بر الأمان، مشددًا على “عدم السماح للفاسدين بالدخول مجددًا بأوجه جديدة”.
ليأتي الرد عبر اللاعب السابق في منتخب سوريا ورئيس اللجنة الاستشارية، حازم حربا، عبر صفحته الشخصية على منصة “فيسبوك”، ملمحًا إلى أن “البعض يلبس ثوب النزاهة والعفاف، على الرغم من أنه كان أحد رجالات النظام القديم”، مضيفًا أن “الأيام القادمة ستشهد اجتثاثه هو وأمثاله من كرتنا”.
استحقاق كبير واستثنائي
كرة القدم السورية التي لم تحقق عبر تاريخها أي إنجاز يذكر، باستثناء كأس آسيا للشباب، كما أنها شهدت تراجعًا كبيرًا في الآونة الأخيرة على مستوى الأندية والمنتخبات، ستكون على موعد مع استحقاق كبير واستثنائي، لأن المقترحات التي سيتم إقرارها سترسم بشكل أساسي ملامح مجلس إدارة الاتحاد الجديد، وسياسته. كذلك، ستحدد الانتخابات المُقبلة الهوية التي ستسير عليها كرة القدم بكوادرها وأنديتها في الفترة المقبلة، لا سيما لجهة العلاقة مع وزارة الرياضة والشباب واللجنة الأولمبية.
وعلى الرغم من الاستقلالية التي يتمتع بها اتحاد الكرة، ولو كان نظرياً ، إلا أن استمرار تجميد رصيده المالي لدى الاتحادين الآسيوي والدولي تجعله بحاجة دائمة إلى الدعم الحكومي. ويرى البعض أن التجارب السابقة قد أكدت أن وصول رجال أعمال وأعضاء مقتدرين مالياً إلى اتحاد الكرة يمثل أحد عوامل نجاحه، بما في ذلك في الأمور الإدارية واللوجستية، في حين أن وصول أهل اللعبة الذين يتفوقون من ناحية الخبرة الرياضية والكروية، قد أوقع الاتحاد في استعصاءات مادية، أثّرت بشكل أو بآخر على خططه الفنية والتطويرية.
الدقوري يوضح
الأمين العام لاتحاد كرة القدم محمد مازن دقوري وضح في أكثر من لقاء إعلامي سابق حقيقة التعديلات والقرارات الخاصة باللاعبين والعقود حيث قال: انعقاد الجمعية العمومية لإجراء تعديلات على النظام الأساسي، إضافةً إلى قبول عضوية بعض الأندية، أما سبب التأخير فهو الاجتماعات المتواصلة مع الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، بهدف الحصول على موافقتهما على التعديلات المقترحة من قِبل أعضاء الجمعية العمومية على بعض مواد النظام الأساسي، إضافة للموافقة على تعديلات مواد النظام الأساسي، وتنسيب الأندية إلى أسرة كرة القدم، واعتماد آلية تنسيب أندية ريف حلب وإدلب، وسبب التأخير هو التوصل إلى الصيغة القانونية المناسبة لإجراء تعديلات على مواد النظام الأساسي، إذ لا تتم التعديلات بناءً على مقترحات الاتحاد السوري وأعضائه فقط، بل يجب أن تكون المواد مقبولة من الاتحاد الدولي لكرة القدم ومتوافقة مع نظامه الأساسي وتعليماته الانتخابية، ونأمل أن تتم عملية انتخاب مجلس إدارة (اللجنة التنفيذية) للاتحاد السوري لكرة القدم مع بداية شهر تشرين الثاني (2025).
وأضاف الداقوري حول إلغاء شرط الشهادة العلمية قائلاً: لكن ليس لدي أي مصالح شخصية مع أحد، وهدفي هو إيصال الاتحاد إلى بر الأمان، التعديلات المقترحة جاءت بناءً على مطالب بعض الأندية الأعضاء في الجمعية العمومية، وهي تهدف إلى توسيع قاعدة المشاركة في الانتخابات وضمان وصول مجلس إدارة متناغم في العمل، كما أن إلغاء شرط الشهادة الدراسية يفتح المجال أمام مشاركة الكفاءات العملية والخبرات الميدانية في كرة القدم، مثل اللاعبين والمدربين والإداريين، بما يعزز الديمقراطية والتنوع في التمثيل، وقد تمت الموافقة على بعض المقترحات التي تم رفعها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم.
دعوة وسائل الإعلام
وكانت الأمانة العامة لاتحاد كرة القدم وجهت الدعوة لكافة وسائل الإعلام لحضور الاجتماع داخل القاعة لتغطية المجريات الافتتاحية للجلسة، بما في ذلك التقاط الصور والفيديوهات وتسجيل الكلمات الترحيبية، وذلك قبل الشروع في مناقشة جدول الأعمال، وقد لفتت الدعوة انتباه السادة الإعلاميين إلى أن الحضور مشروط بإبراز بطاقة اعتماد رسمية صادرة عن المؤسسة الإعلامية، إذ لن يسمح بالدخول أو التغطية من دونها.
