أشاع الإعلان عن الهيكلية الجديدة لوزارة الرياضة والشباب أجواء إيجابية في الوسط الرياضي، وبدا ذلك واضحا من خلال ما عبر عنه عدد كبير من الخبرات الرياضية والكوادر العاملة عبر وسائل الاعلام المتنوعة، أو من خلال منشوراتهم على منصات التواصل الاجتماعي أو الصفحات الشخصية، إضافة إلى موجة التفاؤل الواسعة عبر التعليقات على خبر الإعلان عن الهيكلية.
اعداد الهيكلية الجديدة للوزارة (المستحدثة) بهذا الزمن القصير وبهذه الصورة المتكاملة والشاملة لمساحة العمل الكبيرة، هو نتيجة جهد كبير وعمل دؤوب من المعنيين بالوزارة وبالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية ذات الصلة، وجاء الإعلان عن الهيكلية ليدحض كل ادعاءات (المتشائمين) إذا لم نقل (المغرضين) الذين يحاولون إشاعة أجواء سلبية اتجاه عمل الوزارة، مع الإشارة إلى أن هناك اشخاص يقدمون انتقادات محقة ووجهات نظر يعتد بها، وهي ما يحرص المعنيون بالوزارة الأخذ بها، ومعالجة ما تتضمنه من اشكالات إن وجدت.
إذا كان الإعلان عن الهيكلية الجديدة يعد خطوة أساسية ومهمة في عمل الوزارة، فإن الخطوة اللاحقة والأهم يجب أن تكون هي إشغال مفاصل العمل ومؤسسات الوزارة بالكفاءات التخصصية المناسبة التي تستطيع أن تصنع إضافة مهمة لعمل المؤسسة، وليس أن تكون عثرة في طريق انطلاق عمل الوزارة في هذه المرحلة التأسيسية المهمة، والتي سيبنى عليها كل ما سيأتي مستقبلاً للنهوض بالرياضة السورية.
إن الهيكلية والتسميات والتقسيمات وأليات العمل مهما بلغت من الجودة والاتقان والديناميكية، تبقى مجرد عناوين نظرية، إذا لم تكن بعهدة كوادر مخلصة ومتخصصة وذات كفاءة عالية وتمتلك حس المسؤولية، والقدرة على المبادرة الخلاقة التي تساعد على تجاوز كل المعوقات الذاتية والمطبات الخارجية التي تعترض عمل الوزارة.
إن المتابع عن قرب ليوميات وزارة الرياضة والشباب خلال المرحلة الحالية، لا بد له أن يشهد بوجود إرادة صادقة وعمل كبير من قبل المعنيين، لبناء مؤسسات الوزارة بصورة حضارية، تتيح العمل وفق آليات فاعلة وسهلة وقانونية وملبية لخصوصية العمل الرياضي، الذي يتقاطع في الكثير من محطاته مع المؤسسات الرياضية الدولية، وهو ما يحتاج الكثير من العمل والخبرة والوقت، فالصبر الصبر على من يعملون، فهناك في وزارة الرياضة والشباب من يصل الليل بالنهار، حتى يستطيع إنجاز المطلوب في هذه المرحلة المهمة من عمر رياضتنا.
أنور البكر