ضمن عملية تقييم الأداء والفاعلية لإدارة المؤسسات الرياضية، والتي تقوم بها وزارة الرياضة والشباب اتخذت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية قرارين، يخصان إداراتي أهم معقلين رياضيين في البلاد ونقصد دمشق وحلب.
يتضمن القرار الأول إعادة تشكيل قيادة مديرية الرياضة بحلب، فيما يقضي القرار الثاني بتكليف الدكتور سعيد المصري بقيادة مديرية الرياضية بالعاصمة والذي سيتبعه بالتأكيد قراراً بإعادة تسمية مدراء الدوائر في المديرية، بناء على عملية التقييم ذاتها.
وبغض النظر عن المسميات والأشخاص والأسباب والمسببات التي أدت لاستبعاد بعض الأشخاص، وتكليف أخرين، فإن مسألة البدء بتقييم أداء عمل المؤسسات بحد ذاتها تعد خطوة جريئة ومهمة لوزارة الرياضة والشاب، وهي التي لم يمض على إنشاءها سوى أشهراً قليلة.
ففي عالم يتسارع فيه التطور الرياضي، لم تعد الإنجازات تُقاس فقط بعدد الميداليات، بل بجودة الإدارة، وفعالية التخطيط، ومدى قدرة المؤسسات الرياضية على تحقيق أهدافها الوطنية، ومن هنا تبرز أهمية تقييم أداء المؤسسات الرياضية بشكل دوري كأداة استراتيجية لضمان التقدم والاستدامة.
وهنا نشير أنه من المهم أن يُنظر إلى عملية التقييم التي تقوم بها وزارة الرياضة والشباب في أي من المؤسسات الرياضية، والتغييرات التي تتمخض عنها، بوصفها أداة لتطوير العمل وزيادة فاعلية المؤسسة، وتعزيز الشفافية والمساءلة فيها، ودعم قدرتها على تحقيق أهدافها المرحلية والاستراتيجية، وليس كاستهداف لكوادر معينة لأسباب شخصية كما يحلوا للبعض أن يشيع، فالمؤسسات التي تسعى لتقييم ذاتها بانتظام، هي مؤسسات تؤمن بالتغيير، وتطمح للتميز، وتضع مصلحة العامة فوق كل اعتبار.
أخيراً… نرى أنه مع تطلعاتنا لبناء رياضة وطنية حديثة، في هذه المرحلة الجديدة من عمر البلاد بشكل عام والرياضة بشكل خاص، يصبح التقييم الدوري للمؤسسات الرياضية ضرورة لا رفاهية، فهو السبيل لضمان قيام المؤسسات بوظيفتها المطلوبة وأن الجهود المبذولة في هذا المسعى، تُترجم إلى نتائج ملموسة، لنوفر للرياضيين السوريين البيئة المناسبة للإبداع والتميز وتحقيق الإنجازات، من خلال توفير الدعم الذي يستحقونه.