حققت الكرة الحلبية، إنجازاً جديداً هذا الموسم على الصعيد الكروي، عندما انتزاع فارسها الأهلي والحرية بطولتين هامتين كبيرتين، أعادا بها الوجه الحقيقي المشرق والحضاري والطبيعي لرياضة مدينة حلب، مؤكدين على أصالة وتاريخ وعراقة كرتها على مدار سنين طويلة وما قدمته من نجوم إلى رياضة الوطن.
وجاء فوز الأهلي ببطولة دوري المحترفين ليضع النجمة السابعة على كتفه وفي سجله بعد عشرين موسماً من خيبات الأمل نتيجة عمل جماعي وجهد كبير جبار بذلته مجموعة العمل، ممثلة بالجهازين الإداري والفني واللاعبين ومجلس الإدارة المتابع لكل تفاصيل ودقائق الأمور، والحريص على تأمين كافة متطلبات نجاح مهمته منذ تسلم دفة قيادة النادي بعد التحرير، رغم العراقيل والمطبات المصطنعة التي تعرض لها والمنغصات العديدة التي واجهته من قلة قليلة لا يروق لها نجاح الآخرين واعتادت الاصطياد والتصيد والتحضير الخفي لمصالحها في حال تعرض الإدارة للاهتزاز أو السقوط، وهي اليوم باتت لا تمتلك أية ورقة ضغط تناور بها بعد ان انتظرت طويلاً خروج الفريق الأهلاوي بخفي حنين من استحقاق الدوري.
هكذا نجحت الإدارة في تعزيز مكانتها ووجودها واستمراريتها بفضل تماسكها ولحمتها وعملها المخلص متجاوزة الظروف الصعبة والقاسية واللحظات التي انتظرها البعض لسقوطها وإخفاقها.
ولعل فوز فريق القلعة الحمراء باللقب السابع جاء ترجمة لكل أماني وآمال وتطلعات أبناء النادي ومدينة حلب وجماهيره الوفية التي لم تبخل عليه فواكبته في كل الظروف والأحوال في حله وترحاله دعماً سخياً مادياً ومعنوياً.
والأمر ذاته ينسحب على كرة الحرية الخضراء التي عادت لموقعها الطبيعي بين الأقوياء بعد سنوات عسيرة رافقتها انتكاسات مختلفة، والمعروف عن الكرة الخضراء أنها أنجبت الكثير من النجوم والأساطين واللاعبين الأفذاذ شأنها في ذلك شأن الكرة الأهلاوية، وتحققت عودتها بفضل جهود إدارية مخلصة وعمل دؤوب مشترك قامت به مجموعة اللاعبين والمدربين والإدارة التي لم تقصر لحظة واحدة.
وخلاصة الأمر أن قطبي كرة الشهباء حققا انجازهما الساطع بالعمل المتفاني مع التنويه إلى أنهما جمعا في صفوفهما نخبة من اللاعبين الشباب الموهوبين والمهاريين الذين يمتلكون الامكانيات الفنية والكفاءة العالية وهذا ما أجمع عليه كبار خبراء الكرة.
كلنا أمل باستمرار هذه النجاحات لأن الخير في المحصلة سيصب في مصلحة كرتنا الوطنية التي سوف تشهد بإذن الله نهضة وتطوراً في المستقبل القريب بفضل جهود المعينين في أنديتنا واتحاد اللعبة والمهتمين بالشأن الرياضي العام.
محمد هاشم إیزا